افتتحت اليوم الجمعة الدورة البرلمانية العادية الثانية لسنة 2021-2022.
وبدأ حفل افتتاح الدورة الذي جرى بحضور عدد من أعضاء الحكومة، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها عزف للنشيد الوطني.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية، السيد الشيخ ولد بايه، في كلمة بالمناسبة، أن افتتاح الدورة البرلمانية العادية الثانية يأتي بعد عطلة سمحت للسادة النواب بالتواصل مع ناخبيهم والإطلاع على مشاغلهم.
وأكد على ضرورة العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يؤمِّننا من الصدمات خارجيةِ المنشإ، مشيرا إلى أن ذلك لن يتأتى إلا بمراجعة نظرتنا الدونية للعمل كقيمة بحدّ ذاته،والإدراكِ بأن الإنتاج مُتطَلَّب سابق للاستهلاك، والعملِ على تطوير أساليب ووسائل زراعتنا وتنميتنا الحيوانية وترقية قطاع الصيد البحري ودعمِ وتوسيعِ الشركة الوطنية لتوزيع الأسماك.
وهذا نص الخطاب:
"بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السادة الوزراء؛
زملائي النواب؛
سيداتي، سادتي؛
ها نحن نفتتح اليوم دورتنا العادية الثانية من السنة البرلمانية 2021-2022 بعد عطلة سمحت للسادة النواب بالتواصل مع ناخبيهم والإطلاع على مشاغلهم واهتماماتهم.
ولا شك أنكم تدركون أن الدورة العادية الثانية من كل سنة برلمانية تتيح للمشرعين فرصة أكبر لممارسة دورهم الرقابي، وذلك بالنظر إلى انشغالهم وانشغال الحكومة، خلال الدورة العادية الأولى، بالجانب التشريعي خصوصا مناقشة وإقرار مشروع قانون المالية.. وهي فرصة نرجو أن توفق جمعيتنا الموقرة في استغلالها على أكمل وجه ممكن.
وإنني، إذ أتمنى التوفيق لمعالي الوزير الأول وأعضاء حكومته الجديدة، لأرجو أن يكون هذا الدور الرقابي عاملا مساعدا لهم - بعد نيل ثقة نواب الشعب المؤكِّدةَ لاختيار فخامة رئيس الجمهورية - على تنفيذ البرنامج الذي ستتم تزكيتهم على أساسه في هذه الظرفية الوطنية والدولية الخاصة.
سيداتي، سادتي؛
لقد أتى الصراع الروسي الأوكراني المسلح الدائر حاليا ليفاقم التداعيات الكارثية لوباء كوفيد 19 على بلدان العالم بأسره.
ويُجمع الخبراء الاقتصاديون على أن هذه الوضعية المركّبة ستنجم عنها اضطرابات في سلاسل الإمداد، وستسبب غلاءً بل نُدرة في بعض السلع الأساسية كالطاقة والحبوب، وستشكل تهديدا للأمن الغذائي العالمي، وتنذر- إذا ما طال أمد الحرب - بحدوث مجاعة في الدول التي تأكل من وراء حدودها، لاسيما في قارتنا الإفريقية.
إن تلك التنبؤات - إضافة لما تستدعيه من حرص على اتخاذ الإجراءات المؤقتة الرامية لتخفيف وطأة هذه الأزمات - يجب أن تدفعنا إلى الإسراع في تصور وتنفيذ سياسات هادفة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي المستدام، من خلال منح عناية أكبر بالزراعة بشقيها المروي والمطري،مستثمرين ما حبانا الله به من ميزات في هذا المجال، حيث نمتلك أراضٍ زراعيةً شاسعة،ونُطِل على نهر بضفة تصل إلى حوالي 700 كلم.
سيداتي، سادتي؛
إن تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي الذي يؤمِّننا من الصدمات خارجيةِ المنشإ، لن يتأتى إلا بمراجعة نظرتنا الدونية للعمل كقيمة بحدّ ذاته،والإدراكِ بأن الإنتاج مُتطَلَّب سابق للاستهلاك، والعملِ على تطوير أساليب ووسائل زراعتنا وتنميتنا الحيوانية وترقية قطاع الصيد البحري ودعمِ وتوسيعِ الشركة الوطنية لتوزيع الأسماك.
وفي هذا الإطار، بات من الضروري أن نحد من الهدر المتمثل في تحويل المنتجات السمكية الصالحة للاستهلاك البشري إلى مسحوق للسمك (موكا) ذي المردودية الضعيفة على الخزينة العامة والأضرار البيئية المحققة.
كما يتطلب تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي أيضا، التشميرَ عن سواعد الجد،ونبذَ عقليات الكِبر والاتكال والكسل التي تعيق وصولنا لما نصبو إليه من تنمية واستقلال.
فلا سبيل لاستقلال القرار وامتلاك السيادة الكاملة لأي بلد، ما دام يستجدي من الآخرين ما يمكن أن يوفره لنفسه بل بإمكانه تصديره لغيره. ومن المخجل، على المستوى الفردي كذلك، أن نتكبرَ عن العمل ونمدَّ أيدي السؤال لغيرنا.
إن ذاكرتنا الجمعية ما زالت تختزن بمرارة وأسى ما عاناه شعبنا من مجاعة سنة 1944 بسبب تداعيات الحرب العالمية الثانية، وهو العام المعروف شعبيا ب "عام الجوع"، ولعل في تذكره عبرةً لنا وحافزا لاستغلال مقدراتنا الذاتية وعدم القبول بأن نلدغ من نفس الجحر مرتين.
وفي الختام أتمنى لكم - زملائي النواب - عودة برلمانية ميمونة، وأعلن على بركة الله افتتاح الدورة العادية الثانية من السنة البرلمانية 2021-2022 طبقا للمادة 52 (جديدة) من الدستور والمادتين 54 و55 من النظام الداخلي للجمعية الوطنية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
و.م.أ