موريتانيا تقدم مليون دولار مساهمة أولية في إنشاء الوكالة الإنسانية الإفريقية

أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، السيد محمد سالم ولد مرزوك، باسم فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، عن منح مبلغ مليون دولار أمريكي كمساهمة أولية من موريتانيا في إنشاء الوكالة الإنسانية الإفريقية.

وأكد خلال مشاركته باسم فخامة رئيس الجمهورية، في أشغال القمة الاستثنائية الخامسة عشرة للاتحاد الإفريقي حول الوضع الإنساني المنعقدة اليوم الجمعة في مالابو بجمهورية غينيا الاستوائية، بموازاة مؤتمر المانحين، على ضرورة تكثيف الجهود بالتعاون مع شركائنا الدوليين لمواجهة الأزمات الإنسانية التي تشهدها القارة الإفريقية.

وفيما يلي نص الخطاب :

"السيد نائب رئيس الاتحاد الإفريقي، صاحب الفخامة جاوو لورنسو رئيس جمهورية انغولا الشقيقة؛

- السيد رئيس جمهورية غينيا الاستوائية الشقيقة صاحب الفخامة تيودورو أوبيانغ انكاما أمباسوغو،

- صاحب المعالي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محماد؛

- أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة؛

- أيها السيدات والسادة،

يشرفني باسم فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن أتقدم في البداية، بخالص التهانئ لأخيه وصديقه رئيس جمهورية السينغال الشقيقة، صاحب الفخامة ماكي صال، على قيادة بلده السينغال الحكيمة للاتحاد الإفريقي التي ستسهم بشكل فعال في تذليل التحديات التي تواجه قارتنا الإفريقية في المجال الإنساني وغيره من المجالات التي تشكل أولوية بالنسبة لنا من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار لقارتنا وشعوبها.

كما أهنئ قيادة الاتحاد الإفريقي ممثلة في رئيس المفوضية صاحب المعالي موسى فقي محماد، على الجهود المتواصلة لتنفيذ إصلاح الاتحاد الإفريقي وتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها.

كما أنتهز هذه الفرصة لأشكر جمهورية غينيا الاستوائية حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي حظي بها وفد بلادنا منذ وصوله لهذا البلد الجميل.

السيد الرئيس:
يعتبر الموضوع الإنساني -الذي تركز عليه قمتنا هذه- من أهم المواضيع وأكثرها إلحاحا في القارة الإفريقية التي عليها أن تأخذ زمام المبادرة لمعالجة قضاياها الإنسانية الجوهرية، وفي مقدمتها التغير المناخي والكوارث الطبيعية والهجرة والنزوح القسري ومشاكل الغذاء والتغذية والنزاعات العنيفة، إضافة للمشاكل الصحية التي أثارتها الفيروسات التي ضربت القارة مثل إيبولا، وكوفيد-19 وما ترتب عليها من تأثيرات سلبية اقتصادية واجتماعية وإنسانية.

ويتوجب علينا -كمجموعة تتضرر من عواقب تصرفات الآخرين حول العالم-أن نسعى معا لمعالجة الأسباب المؤدية للمشاكل الإنسانية، من خلال دعم قضايا المناخ والبيئة بشكل فعال، وحل النزاعات العنيفة التي تعد من الأسباب الرئيسية للهجرة والنزوح القسري، وتعزير برامج العودة والإدماج وإعادة الإعمار، وتقوية منظوماتنا الصحية، وكذا إنشاء آليات للإنذار المبكر، وهيئة إفريقية خاصة للتدخلات الإنسانية.

ولا يفوتني هنا أن أؤكد لكم دعم موريتانيا لإنشاء الوكالة الإنسانية الإفريقية وتزويدها بالوسائل الضرورية لتمكينها من التدخل بسرعة وفعالية لمواجهة الكوارث والتحديات الإنسانية التي تعاني منها القارة.

السيد الرئيس:

ما فتئت بلادنا تبذل -رغم ظروفها الصعبة كبلد صحراوي- جهودا كبيرة لمواجهة كارثة الجفاف والتغيرات المناخية، ولتوفير الأمن الغذائي ضمن ظروف عالمية خاصة وتحت تأثير جائحة كوفيد-19 وحرب أوكرانيا. ويتجسد ذلك بتخصيص الدولة لأموال طائلة من ميزانيتها، لدعم الزراعة وتوفير المواد الغذائية الأساسية وتطوير المنظومة الصحية، وتعزيز قدراتنا لمواجهة الكوارث بإنشاء مندوبية عامة للأمن المدني وتسيير الأزمات.

السيد الرئيس:

لقد اعتمدت بلادنا نظاما وطنيا لحماية اللاجئين وصادقت على مختلف المعاهدات الدولية والإقليمية المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين. لذا، فقد أبقينا دائما على فرص الوصول إلى أراضينا حتى في ظل جائحة كوفيد-19. وظل الباب مفتوحا أمام اللاجئين من مختلف الجنسيات والقارات حيث يتم تقديم المساعدة والمؤازرة الضرورية لهم.

وهكذا ظلت موريتانيا رغم كل الظروف والتحديات المحلية والدولية، وجهة لتدفق اللاجئين ومعبرا للهجرة إلى أوروبا.

كما اعتمدت بلادنا دائما سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين والنازحين خاصة من أشقائنا وجيراننا الأفارقة، حيث آوينا بالتعاون مع شركائنا عشرات الآلاف من أشقائنا الماليين الذين أرغمتهم ظروف بلادهم الأمنية على النزوح. وتمت استضافتهم بمخيم (أمبرة) الذي يضم حاليا حوالي سبعين ألف لاجئ. هذا فضلا عن إيوائنا آلافا من اللاجئين الآخرين من جنسيات مختلفة؛ كما أنشأنا بمدينة انوذيبو الساحلية مركزا لإيواء ضحايا الهجرة غير النظامية.

وفي الختام فإنني أدعو إلى تكثيف جهودنا كأفارقة وبالتعاون مع شركائنا الدوليين لمواجهة الأزمات الإنسانية التي تشهدها القارة الإفريقية ومعالجة أسبابها العميقة حتى تنعم شعوبنا بالاستقرار والتنمية والازدهار. وختاما أعلن، باسم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عن منح مساهمة أولية بمبلغ 1 مليون دولار لصالح الوكالة الإنسانية الإفريقية.

وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله".
وشارك إلى جانب معالي الوزير في هذه القمة وفد هام ضم السادة خديجة امبارك فال سفيرة بلادنا المعتمدة لدى أثيوبيا، ومندوبتنا الدائمة لدى الاتحاد الإفريقي، ومحمد بن تتا السفير المستشار المكلف بالاتصال الناطق الرسمي باسم الوزارة، ومحمد أعلي محمود السفير مدير التشريفات بالوزارة، وجاكيتي كابا محمد مصطفى السفير مدير الاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية الإفريقية بالمديرية العامة للتعاون متعدد الأطراف، ومحمدي آمه المستشار الأول بسفارة بلادنا في أديس أبابا.

و.م.أ