بوركينا فاسو: تظاهرات شعبية في العاصمة واغادوغو مناهضة لفرنسا

خرجت تظاهرات شعبية، اليوم الجمعة، في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، في أحدث تعبير عن تنامي المشاعر المناهضة لفرنسا، في الدولة الواقعة في غربي أفريقيا، والتي تعاني بسبب حركات التمرد.

وتجمع المئات في وسط واغادوغو، ورددوا شعارات مناهضة لفرنسا، ورفعوا لافتات تدعو الجيش الفرنسي إلى الخروج من البلاد.

وأشعل البعض النار في أعلام فرنسا، واستخدمها آخرون في جمع القمامة. وقال محتجّ، يُدعى أداما سوادوجو: "نريد أن نُظهر لفرنسا أننا لم نعد في حاجة إليها".

وتوترت العلاقات بين بوركينا فاسو وفرنسا في أعقاب انقلابين عسكريين، العام الماضي. وازداد التوتر في العلاقات مع تصريحات للسلطة تفيد بأن الوجود العسكري الفرنسي في بوركينا فاسو لم يحسّن الأمن.

واستهدفت حشود غاضبة في السابق السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي في العاصمة واغادوغو، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية فرنسية في البلاد. 

وأوقفت السلطات بثّ راديو (أر.أف.إي) "راديو فرنسا الدولي" في كانون الأول/ديسمبر بسبب بثه تقارير قالت السلطات إنها "كاذبة".

وفي وقت سابق هذا الشهر، طلبت الحكومة استبدال سفير فرنسا.

ولدى فرنسا نحو 400 جندي من القوات الخاصة في بوركينا فاسو.

في المقابل، أعلنت السلطات في الأشهر الأخيرة، عدّة مرّات، رغبتها في تعزيز علاقاتها بروسيا، وخصوصاً في مكافحة الجماعات المسلحة الإرهابية.

تأتي هذه التظاهرات بالتزامن مع مقتل نحو 30 مدنياً، بينهم نحو 15 من المتعاونين مع الجيش، في أربع هجمات منفصلة في بوركينا فاسو.

وقالت وسائل اعلام محلية إنّ "الهجوم الأول استهدف الخميس موقعاً لـ"المتطوّعين للدفاع عن الوطن"، وهم متعاونون مدنيون مع الجيش، في بلدة راكويتنغا، الواقعة في محافظة بام (شمال)". 

وفي محافظة نايالا، غربي البلاد، نُصب "كمين" "ضد قافلة يرافقها جنود ومتطوّعون، في محور سيينا - ساران"، وفقاً لوسائل الاعلام.

كما سُجّل حادثان آخران مرتبطان بجماعات إرهابية مسلّحة، أمس الخميس، وفقاً لمصادر أمنية.

واقتحم مسلّحون، مساء اليوم، مدينة سانابا، الواقعة في محافظة بانوا، جنوبي البلاد، وأسفر الهجوم عن مقتل ثمانية مدنيين. 

وتعاني بوركينا فاسو، وخصوصاً النصف الشمالي منها، بصورة متزايدة، هجمات مجموعات مسلحة إرهابية، مرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وأسفرت عن مقتل الآلاف، وأجبرت نحو مليوني شخص على الفرار من منازلهم.

واختطف مسلحون إرهابيون، الأسبوع الماضي، نحو 60 امرأة ورضيعاً بالقرب من أربيندا، شمالي البلاد.

ويخضع جزء من البلاد، وخصوصاً منطقة الساحل، حيث تقع أربيندا، لحصار مجموعات إرهابية منذ عدّة أشهر، بحيث تحصل البلدات بصعوبة على المواد الغذائية.

وأكّد الكابتن إبراهيم تراوري، الرئيس الانتقالي المنصّب في إثر انقلاب عسكري في 30 أيلول/سبتمبر، هو الثاني في ثمانية أشهر، أنّ هدفه الأساسي "استعادة الأراضي التي احتلّتها جحافل الإرهابيين".  

من جهتها، أطلقت الحكومة، في نهاية عام 2022، حملة لتجنيد متعاونين جدد مع الجيش، في مكافحة الجماعات المسلحة الإرهابية. وأُفيد بتسجيل 90 ألف شخص.

ويتلقّى المتعاونون مع الجيش في بوركينا فاسو، والذين يُطلَق عليهم في البلاد "المتطوّعون للدفاع عن الوطن"، تدريباً مدنياً وعسكرياً طوال 14 يوماً قبل تسليحهم وتزويدهم بوسائل الاتصال.

ويواجه هؤلاء عناصر الجماعات المسلحة الإرهابية، الذين يسيطرون على 40% من أراضي البلاد. 

ميادين